الدرس الثاني: تركيب الأصابع وطريقة عملها

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نواصل دورتنا ومع الدرس الثاني منها

لكي نخرج من الدورة بأقصى فائدة ، يجب علينا أولا أن نفهم تركيب وطريقة عمل الأصابع ، وذلك لكي نعرف كيف نؤدي التمارين بشكل صحيح وفعال ومفيد ، وليس الغرض هنا أن نتعرف على تشريح الأصابع بالتفصيل ، فنحن لسنا بصدد دراسة الطب ، كما أن الغرض ليس للحفظ ، بل الغرض هو كما ذكرت سابقا فهم كيفية عمل الأصابع ومعرفة البنية التركيبية لها من أجل معرفة أثر التمارين على كل جزء ، وحتى نتلافى -لا قدر الله- الإصابات.

جسم الإنسان بشكل عام يتكون من :
- عظام ومفاصل.
- أربطة وأوتارعضلية.
- عضلات.
- أعصاب.
- أوعية دموية (أوردة وشرايين وشعيرات دموية).

والأصابع تعتبر جزء لا يتجزأ من الجسم ، ولهذا كان طبيعيا أن تتكون الأصابع من هذه التركيبة ، وسنتكلم عن كل واحدة من هذه المكونات على حدة -فيما يخص الأصابع- مع توضيح أكثر النقاط بالصور التوضيحية حتى يسهل الفهم وتترسخ المعلومة.

1- العظام والمفاصل:

هناك ثلاثة عظام في كل إصبع من أصابع اليد تدعى بالسلاميات (الإبهام لديها سلاميتان فقط) ، ترتيبها من جهة مشط اليد إلى الخارج كالتالي:
السلامية القاعدية الداخلية أو الأقرب ، السلامية الوسطى ، والسلامية الخارجية أو الأبعد (المصطلحات هنا ليست طبية ، بل هي تقريبية وعامة لكي يسهل فهمها).

كل إصبع لها ثلاثة مفاصل ، المفصل الأول هو حيث ترتبط الأصابع باليد. هذا المفصل يربط السلامى الأولى من سلاميات الأصابع بعظام مشط اليد. أما المفصل الثاني فهو هو الذي يربط السلامى القاعدية بالسلامى الوسطى ، أما المفصل الثالث فهو الذي يربط السلامى الوسطى بالسلامى الخارجية الأبعد.

كل من هذه المفاصل -كل مفاصل الجسم كذلك- مغطاة بغضاريف أسفنجية بيضاء ناعمة ، هذه الغضاريف تغطي نهاية العظام (السلاميات) التي تكون المفاصل. تسهل هذه الغضاريف انزلاق السلاميات بسلاسة وبساطة عند التحرك وتمنع الإحتكاك بين العظام (السلاميات) المكونة للمفاصل.

2- الأربطة والأوتار العضلية (الأعصاب):

الأربطة عبارة عن حزمة قوية من الأنسجة والتي تصل وتجمع العظام ببعضها البعض. هناك مجموعتان مهمتان من هذه الأربطة ، موجودة على كلا جانبي كل مفصل لكل إصبع مهمتها ووظيفتها الأساسية هي منع الإنثناء الجانبي لكل مفصل.

في المفصل الأوسط من كل إصبع (المفصل الذي يربط السلامى القاعدية بالسلامة الوسطى) يوجد أقوى أنواع الأربطة ، هذا الرباط يربط السلامى القاعدية بالسلامى الوسطى من جهة راحة اليد. يكون الرباط مشدودا عندما تكون الأصابع مستقيمة ، ووظيفته هي منع هذا المفصل من الإنثناء للخلف أقصى من الحد الطبيعي. تحدث الإصابات والتشوهات والعاهات للإصبع عندما يرتخي أو يفك أو يقطع هذا النسيج بسبب مرض أو جرح أو إصابة.

أما الأوتار العضلية والتي تعرف بـ (الأعصاب) عند كثير من الناس (هناك فرق بين هذه الأعصاب والأعصاب الحسية التي سأذكرها لاحقا) فوظيفتها حسب نوعها حيث منها من وظيفته الأساسية هي أن تجعل بالإمكان جعل مفاصل سلاميات كل إصبع مستقيمة. هذا النوع من الأوتار العضلية (الأعصاب) يبدأ كعضلات تبدأ من الجهة الخلفية للساعد.

هذه العضلات تمتد نحو اليد إلى أن تتصل بالأوتار العضلية -المذكورة أعلاه- في منطقة ما قبل مفصل الرسغ من جهة الخلف (أي نقطة التقاء العضلات بالأوتار العضلية). ثم تمتد هذه الأوتار عبر الأصابع ثم تتمدد وتنبسط لتغطي الإصبع وتنشر فروع على كل جانب لتتصل بالعظام في وسط ونهاية الإصبع.

عند شد العضلات التي تبدأ الوتر العضلي وعند انكماشها يؤدي ذلك إلى استقامة الأصابع.

المشكلات تحدث عند يتعرض المكان الذي يضاف فيه الوتر العضلي للسلامى الوسطى إلى إصابة خطيرة مثل التمزق.

3- العضلات:

العديد من العضلات التي تتحكم باليد تبدأ من المرفق أو من الساعد. فهي تمتد إلى أسفل الذراع عبر الساعد لتصل إلى الرسغ واليد. بعضها يتحكم في ثني ومد الرسغ فقط. وبعضها يؤثر على حركة الأصابع والإبهام. العديد من هذه العضلات يساعد ويشد الرسغ واليد بينما تقوم الأصابع بجذب شيئ ما أو بتنفيذ أي أداء حركي.

هناك عضلتان تسمح للإبهام بالحركة عبر راحة اليد ، وهذه وظيفة مهمة في تشكيلة اليد ككل.

العضلات الأصغر في اليد تساعد على حركة الأصابع والتحكم بها عند استخدام الأصابع في أي نشاط.

4- الأعصاب: (الأعصاب الحسية):

وهذه تختلف عن الأعصاب التي ذكرناها سابقا من حيث النوع والوظيفة ، حيث وظيفة هذه الأعصاب هي توصيل الأوامر من الدماغ إلى بقية أعضاء الجسم ، كما أنها تعمل أيضا على إيصال معلومات وإشارات الحس (الإحساس ، مثل اللمس والألم والحرارة) من بقية أعضاء الجسم المتواجدة فيها هذه الأعصاب إلى الدماغ ، فهي كالناقل تعمل في كلا الإتجاهين. وهي منتشرة في جميع أنحاء الجسم.

الأعصاب المتواجدة في الأصابع تبدأ من الأكتاف لتمر عبر الذراع بثلاثة أعصاب رئيسية تنتشر كلا منها إلى أماكن محددة عن الرسغ ، وفي الصورة التالية ما يوضح هذه العملية ويغني عن الشرح:

5- الأوعية الدموية:

وهي تنتشر وتمتد بالموازاة والمرافقة للأعصاب الحسية ، ومتواجدة تقريبا في كل أنحاء الجسم لتزود الجسم وخلاياه بالدم ، وبالتالي بالغذاء ، وبدون الدم بإن الخلايا ستموت.

ووظيفة الأوعية الدموية المتواجدة في اليد وفي الأصابع هي نفس الموظيفة التي تقوم بها في كل الجسم ، ولتوضيح انتشار هذه الأوعية الدموية في اليد وفي الأصابع ، شاهد الصورة التالية التي تغني عن الشرح:

بعد كل هذا ها نحن نعرف تركيب اليد وطريقة عملها ، وهذه تعتبر أول خطوة في هذه الدورة ، حيث ستبدأ التمارين انطلاقا واعتمادا على هذا الدرس.

أتمنى أن يكون هذا الدرس واضحا ومفيدا وبعيدا عن الشوائب والغموض ، وإن كان هناك أي استفسار أو أي غموض أرجو وضعه في هذا الموضوع حتى تتم الفائدة..

والله الموفق،،،