الدرس الأول: الأصابع (السلاح الفعال) .. مقدمة

اقتباس :: بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كما وعدتكم من قبل ، فها أنا أبدأ معكم اليوم الدورة الخاصة بتقوية الأصابع ، وقبل البدء بالدورة ، أحببت أن أبدأ بمقدمة بسيطة عن الأصابع وأهميتها..

ولنبدأ

الأصابع ، السلاح السري ، السلاح الفعال والذي يملكه تقريبا كل شخص طبيعي يمتلك عشرة أصابع.

قد يتساؤل البعض ، لماذا الأصابع؟ لماذا التركيز عليها؟
هل للأصابع ما يميزها عن غيرها من بقية الأعضاء؟
هل بالإمكان أن تكون الأصابع سلاحا فعالا في القتال؟
هل تكون الأصابع أقوى من القبضة ؟ أو من الركلة؟
ما هي أهم الصفات التي يجب أن تتوفر في الأصابع لكي تكون سلاحا فعالا في القتال؟
هل بالإمكان الإكتفاء بالأصابع كسلاح فعال لدى المقاتل والإستغناء عن غيرها؟

وغيرها من التساؤلات...

والأجابة على مثل هذا الأسئلة ستكون كالتالي:

بدأ التركيز على الأصابع منذ القدم عند قدامى المقاتلين الصينيين والذين كان البعض منهم يعتمد في أساليبه على مراقبة الحيوانات والتي تستخدم مخالبها للإفتراس ، ومن هنا نشأت الفكرة

(أو على الأقل هذا ما يعتقده الكثير من الناس وما وصل إلينا من مصادر مختلفة).

وسواء كان تأصيل هذه نشأة الإهتمام بالإصابع صحيح أم غير صحيح ، فلا يهمنا هنا تاريخ نشأة الأصابع مثلما يهمنا كيفية الاستفادة من أصابعنا واستخدامها سلاحا فعالا في القتال ضد الخصوم ، سلاحا قد لا تتوفر مميزاته في أي سلاح آخر من أسلحة الجسم الطبيعية مثل القبضة والمرفق والقدم وغيرها.

من العوامل التي أدت إلى التركيز على الأصابع عند المهتمين بالفنون القتالية ، المميزات التي تحتويها ، ومن أهمها ، أنها تستطيع الوصول إلى ما تستطيع بقية الأعضاء الوصول إليه ، أيضا تستطيع القيام بما لا تستطيع بقية الأعضاء القيام به.
فباستخدام الأصابع ، تستطيع أن تصل إلى مناطق ضيقة وحساسة ، مثل العينين ، ومناطق الأعصاب ، حيث تستطيع ضرب عصب معين ، أو الإمساك به ولفه ، أو الضغط على مكان حساس ، فضلا عن استخداماتها في المسك والجذب والتمزيق وغير ذلك كثير.

ولا ننس أن الأصابع القوية تصبح عاملا مساعدا مهما لقبضة قوية ، فهي مكملة لقوة القبضة ولتأثيرها.

وبهذه المميزات المتواجدة في الأصابع ، فبالإمكان استخدام الأصابع كسلاح فعال في القتال إذا ما أحسنا استغلالها ، وإذا ما هيأناها تهيئة صحيحة فعالة وسليمة ، وإذا ما عودناها على أداء الوظائف الجديدة الخاصة بالقتال.

بل إن الأصابع قد تصبح أقوى من القبضة ، وأقوى من الركلة ، وذلك إذا وجهت لمكان حساس ولمكان مناسب ، ولكن ذلك لا يكفي بمجرد القول والكلام ، إذ لا بد من التمارين الشاقة والصعبة والمختلفة ، حتى تتحول الأصابع إلى سلاح فعال قد لا يمكن الإستغناء عنه ، ولا يمكن الاستهانة به.

فمن أهم الصفات التي يجب أن تتوفر في الأصابع ، القوة الشديدة ، والمرونة ، بالإضافة إلى السرعة ، ولكل هذه الصفات تمارين تصل بالأصابع إلى اقصى قدراتها في هذا المجال. هذا هو موضوع الدورة حيث سنتناول بإذن الله أهم التمارين للوصول إلى القوة اللازمة للأصابع.

كما ذكرت أعلاه ، قد لا يمكن الإستغناء عن الأصابع ، ولكن ذلك لا يعني أنه يمكن الإكتفاء بالأصابع كسلاح وترك غيرها ، فالمقاتل الحق يجب أن تكون كل أسلحة جسمه الطبيعية قوة ومستعدة للقتال في أي وقت ، ولا يكتفي فقط بالبعض وتعطيل البعض. ولهذا يجب الإهتمام بها كلها دون إهمال أحدها ، ولا بأس من التخصص في إحداها حسب الهوايات والرغبات والإمكانيات الجسدية ، فهناك من يفضل استخدام القدم ، وهناك من يفضل استخدام المرفق ، وهناك من يفضل استخدام القبضة ، وهناك من يفضل استخدام سلاح خارجي ، ولكن ذلك لا يعني أنه يستطيع إهمال بقية الأسلحة ، وإلا أصبح مفتقرا إلى جانب آخر مهم ورئيسي في القتال ، فليس هناك أفضل من مقاتل يستطيع أن يستخدم قبضتيه وقدميه ومرفقية وركبتيه وأصابعه بالكافاءة نفسها. وليس هناك من نقطة ضعف لدى أي مقاتل أكبر من أن يكون إحد أسلحة جسمه الطبيعية معطلة أو لا تعمل بكفاءة.

» الدرس الرابع من دورة تقوية الأصابع
» الدرس الثاني: تركيب الأصابع وطريقة عملها
» الدرس الخامس: التمرين الثالث من دورة تقوية الأصابع
» الدرس الثالث: أول التمارين
» موضوعك الأول